بوتيفار المديرالعام
الوسام الذهبى
الوسام الذهبى
وسام المدير : المديرالعام :
عدد المساهمات : 179 تاريخ التسجيل : 07/11/2013
| موضوع: حقيقة الدنيا كما وصفها الله تعالى السبت 1 فبراير 2020 - 9:19 | |
| زين للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين آمنوا والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة والله يرزق من يشاء بغير حساب -- سورة البقرة (212).
قَالَ مُقَاتِلٌ: نَزَلَتْ هذه الاية فِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ وَأَصْحَابِهِ من الْمُنَافِقِينَ الذين كَانُوا يَتَنَعَّمُونَ بنعيم الدُّنْيَا الذين اجمعو امرهم وعدو عدتهم وذهبو الى رسول الله ص وقالو يامحمد ان كنت تريدنامعك فاطرد هؤلاء الصعاليك من حولك وَهم يقصدون ضُعَفَاءِ الْمُؤْمِنِينَ وَفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ كعبدالله بن مسعود وخباب وصهيب وسلمان وبلال فكانت النتيجة هبط جبرائيل على ناشر الهدى وواسع الندى بقول الله تعالى وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا فكان النبى ص يفرش رداءة وينادى على فقراء المسلمين ويجلسهم عليه وهو يقول لهم ص مرحبا بمن اوصانى ربى بهم خيرا
لقد اشتغل النبى ص هو اواصحابه فى طلب الاخرة اكثر من شغلهم لطلب الدنيا - الا على قدر حاجتهم منها يقول - ص - الدنيا ملعونة، ملعونٌ ما فيها، إلَّا ذكر الله وما والاه، وعالمًا ومُتعلِّمًا. فعن ابن عباس رضى الله عنه قال أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَلَكًا مِنَ الْمَلائِكَةِ، مَعَ الْمَلَكِ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَقَالَ لَهُ الْمَلَكُ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ جَلَّ يُخَيِّرُكَ بَيْنَ أَنْ تَكُونَ نَبِيًّا عَبْدًا، أَوْ نَبِيًّا مَلِكًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَلْ نَبِيًّا عَبْدًا أخرج الترمذي في سننه قال نام رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصيرمن ليف وقد أثرت في جنبه فقلنا يا رسول الله لو اتخذنا لك فراشا ليّنا فقال ص ما لي وما للدنيا ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها وفى رواية بكى عمر بن الخطاب فقال له ص ما يبكيك ياعمر؟ فقال يا رسول الله ينام كسرى وقيصر على فراش من حرير وأنت رسول الله تنام على فراش من ليف فقال عليه الصلاة والسلام أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة. ولهذا كان عيش النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا عيش المساكين ومن دعاءه ص فى الحديث الذى رواه الترمذي عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِينًا ، وَأَمِتْنِي مِسْكِينًا ، وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ الْمَسَاكِينِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فكان ص يحلب شاته ويخفق نعله ويرقع ثوبه ولقد وصفها سبحانه وتعالى بقوله وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا الكهف: 45 – 46] . كنا نظن ان الله عندما يضرب لنا مثلها يذكرها فى اربعين صفحة او مئة صفحة من كتاب الله ولكن سرعان ما راينا القران الكريم ضرب مثلها كلمع الثراب سرعان ما راينا القران الكريم طوى مثلها كما يطوى الرق معصرات الغمام او كما يطوى الليل النهار او كما يطوى النهار اليل ويقول تعالى
اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ۖ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَب الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ۖ وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ ۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ولقد وصف الله الدنيا بأبلغ عبارة ، لم يبقى بعده فى قلب المرء شكا في حقارتها وأنها غرورٌ وسرابٌ زائل فقد حصر الله الدنيا في هذه الأشياء الخمسة لعب ولهو وزينة وتفاخر وتكاثر فهى زاد المغرورين المنخدعين قال القرطبي في تفسيره الدنيا لعب كلعب الصبيان ولهو كلهو الفتيان وزينة كزينة النسوان وتفاخر كتفاخر الأقران وتكاثر كتكاثر الدهقان فهى الى زوال والى فناء ولقد وصفها الامام علي رضي الله حين قال لعمار ياعمار لا تحزن على الدنيا فإن الدنيا ستة أشياء مأكول ومشروب وملبوس ومشموم ومركوب ومنكوح فأحسن طعامها العسل وهو بزقة ذبابة وأكثر شرابها الماء يستوي فيه الانسان مع الحيوان وأفضل ملبوسها الحرير وهو من براز دودة وأفضل المشموم فيها المسك وهو دم غزالة وأفضل المركوب وهو الخيل وعليه يقتل الرجال وأفضل شهواتها نكاح النساء فهو مبال في مبال والله إن المرأة لتتزين ليراد بها أحسنها فياتى بها فى أقبحها ولقدارسل سليمان بن عبدالملك الى العالم العارف بالله ابى حازم وجاء ابو حازم ودخل على سليمان بن عبد عبدالملك ودار بينهما حوار وكان يسأله ويجيبه فقال سليمان يا اباحازم لماذا نخاف الموت ؟؟ فقال ابو حازم لانكم عمرتم الدنيا وخربتم الاخرة والانسان يكره الانتقال من العمار الى الخراب قال سليمان يا ابا حازم كيف يعود الناس الى ربهم ؟؟ قال ابو حازم عودة العبد الطائع الى ربه كعودة الطفل الضائع الى احضان امه وعودة العبد العاصى الى ربه كعودة العبد الهارب الى سيده قال سليمان سلنى ؟؟ قال له العالم التقى الورع الزاهد يا سليمان انك لن تستطيع قال سليمان سلنى اعطك ماتشاء قال له ابو حازم ادخلنى الجنة وابعدنى عن النار قال اما هذه فلا استطيع فقال له اذا دعنى مع الذى يملك السموات والارض فلو كانت الدنيا تستوى عندالله جناح بعوضة ماسقى الكافر منها شربة ماء . وما جاع فيها الانبياء يقول - ص - من اصبح والدنيا اكبر همه فرق الله منه شمله وجعل فقره بين عينيه ولم ينل من الدنيا الا ماقد كتبه الله له ومن اصبح والاخرة اكبر همه جمع الله عليه شمله وجعل غناه فى قلبه واتته الدنيا وهى راغمة لقدسخر الله الريح لنبى الله سليمان تنقله حيث يشاء فكان يسير بين السموات والارض ومعه جنوده وكان رجل يعمل فى حقله فسمع ضجة من فوقه فنظرالى اعلى اذا هو نبى الله سليمان فى موكبه فقال الرجل ان الله قد اعطى ال دوود ملكا عظيما فنقل الله كلامه الى نبى الله سليمان فامر الريح ان تنزل به الى الارض فنزلت فقال للرجل ماذا قلت ؟؟ فقال الرجل لقد قلت ان الله اعطى ال داوود ملكا عظيما فقال له نبى الله والله ان تسبيحة يسبح بها العبد افضل عندالله مما اوتى ال دوود وتحدث رجل الى الامام على كرم الله وجهه وسب الدنيا فقال له الامام على لاتسب الدنيا فهى دار صدق لمن صَدَقها ، ودار نجاح لمن فهم عنها ، ودار غنى لمن تزود منها، ومهبِط وحي الله، ومصلى ملائكتِه، ومسجد أنبيائِه، ومتجر أوليائه، ربحوا منها الرحمة، واحتسبوا فيها الجنة". قال الله -تعالى-: (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ)[القصص: 77].
فلا يُقصد بذم الدنيا تركُها ، وإنما القصد من ذلك تركُ بهرجها الزائف، وبريقها الخادع، وعدم الاغترار بها.
ومن أراد الآخرة ترك زينة الحياة الدنيا فالمؤمن يتخذها طريقاً للجنة، ومزرعة للآخرة، وتزوداً للتقوى. بارَك الله لي ولكم في القرآنِ العظيم، ونفعَني وإياكم بما فيه من الآياتِ والذكر الحكيم.
| |
|